بسم الله الرحمن الرحيم
يقـولُ تعـالى صـراحـةً و يأمـر بمـا يلي : ( فـإذا لـقـيْتُمُ الذيْنَ كـفروا فـضَـرْبَ الرقَـاب ، حـتّى إذا أثْـخـنـتموهُـمْ فشـدّوا الـوثـاقَ ، فـإمّـا - مَـنّـاً - بعد و إمّـا - فـداءً - ) محمد 4 .
.
توضـحُ الآيـةُ الكـريمة ، أنّ التـعامُـلَ مـع الأسـرى يكـونُ فـي حـالـتيْـن [ فقـط ] لا ثالثَ لهُـمـا ، و هُـمـا :
1 _ إمّـا إطـلاقُ سـراحهم بـدون أيّ مُـقـابل ، و هـذا : [ مَـنّــاً ] .
2 _ أوْ أخْـذ الفدية المالية مُقـابل إطلاق سراحهم ، و هذا : [ فـداءً ] .
.
_ و لا يجـوز بأيّ حـالٍ منَ الأحـوال قتْـل الأســرى ، فـالآيـة الكريمــة توضـح و بكلّ صــراحةً ، أنّ القتــال حتى مع [ الكـافرين ] ، يكون ب : [ إثـخـان العـدوّ = جعله في حالة منَ التعب ] ، و [ دون قـتلــه ] ، و بعــد إتعــابـه يتـمّ : [ شــدّ الوثـاق ] و أسْــره .
_ و لو كان المقصود ب [ ضرب الرقاب ] هو القتْل ؟ !!، لم يكنْ تكملة الآية : ( ... حـتّى إذا أثْـخـنـتموهُـمْ فشـدّوا الـوثـاقَ ، فـإمّـا - مَـنّـاً - بعد و إمّـا - فـداءً - ) محمد 4 ، فبعـد القتل لا داعي لشـدّ الوثـاق !!!! .
.
_ و نُلاحـظ استخدام كلمـة : [ فـضَـرْبَ ] بفتح حرف [ البـاء ] ، و ليْسَ بالضـمّ ، أي : [ عـدمَ القـتل ] ، و لكنّ جعْل العدوّ في حالةٍ منَ الإنهاك و التعب كي يتمّ أسْـره فقط .
و بعـد الأســر ، يكون التعـامل في الحالتين اللتان حدّدتهُمـا الآية الكـريمة فقـط ،
_ أيْ : [ إطــلاق سـراحه دون مُقـابل ] ، أو : [ أخْـذ الفـدية المـالية ] .
( أ فَــحُــكْــمَ الجـاهـليّة يبغــون ، و مَـنْ أحسـنُ منَ اللـه حُــكـماً لقـومٍ - يـوقـنون - ) المـائدة 50 .
.
( و مَـنْ - أظْــلَــمُ - مـمّـنْ ذُكّــرَ بـآيـاتِ ربّــهِ ، فـأعْـرَضَ عـنـهـا ، ... إنّـا جَـعَــلْـنـا على قُـلوبـِهِـم أكــنّةً أنْ يـفْـقـهُـوهُ و في آذانـهـمْ وَقْــراً ، و إنْ تَـدْعُـهُـمْ إلى الـهُـدى ، فَـلـنْ يَـهْـتدوا إذاً أبَــداً ) الكـهف 57 .
_ ( إنّ في ذَلـكَ لآيَــةً لـقَـوْمٍ - يعْـقــلونَ - ) النحل 67
.
صَــدَق اللــه العـظـيم .
.
لكـم خالص التقدير و المحبة و الإحترام ، و أسعد الله أوقاتكم بكل الخيرات ، و بارك الله بكم و عليكم و أصلح حالكم و بالكم ، و سلمتْ أياديكم البيضاء لتعليقاتكم الكريمة ، و جعلكم الله من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسـنه ، و أسعد الله صـباحكم بكل الخيرات
